الأحد، 1 مارس 2009

لأن الشوق معصيتي ....فاروق جويدة

لا تذكري الأمس إني عشتُ أخفيه.. إن يَغفر القلبَ.. جرحي من يداويه.
قلبي وعيناكِ والأيام بينهما.. دربٌ طويلٌ تعبنا من مآسيه..
إن يخفقِ القلب كيف العمر نرجعه.. كل الذي مات فينا.. كيف نحييه..
الشوق درب طويل عشت أسلكه.. ثم انتهى الدرب وارتاحت أغانيه..
جئنا إلى الدرب والأفراح تحملنا.. واليوم عدنا بنهر الدمع نرثيه..
مازلتُ أعرف أن الشوق معصيتي.. والعشق والله ذنب لستُ أخفيه..
قلبي الذي لم يزل طفلاً يعاتبني.. كيف انقضى العيد.. وانقضت لياليه..
يا فرحة لم تزل كالطيف تُسكرني.. كيف انتهى الحلم بالأحزان والتيه..
حتى إذا ما انقضى كالعيد سامرنا.. عدنا إلى الحزن يدمينا.. ونُدميه..
مازال ثوب المنى بالضوء يخدعني.. قد يُصبح الكهل طفلاً في أمانيه..
أشتاق في الليل عطراً منكِ يبعثني.. ولتسألي العطر كيف البعد يشقيه..
ولتسألي الليل هل نامت جوانحه.. ما عاد يغفو ودمعي في مآقيه..
يا فارس العشق هل في الحب مغفرة.. حطمتَ صرح الهوى والآن تبكيه..
الحب كالعمر يسري في جوانحنا.. حتى إذا ما مضى.. لا شيء يبقيه..
عاتبت قلبي كثيراً كيف تذكرها.. وعُمرُكَ الغضّ بين اليأس تُلقيه..
في كل يوم تُعيد الأمس في ملل.. قد يبرأ الجرح.. والتذكار يحييه..
إن تُرجعي العمر هذا القلب أعرفه.. مازلتِ والله نبضاً حائراً فيه..
أشتاق ذنبي ففي عينيكِ مغفرتي.. يا ذنب عمري.. ويا أنقى لياليه..
ماذا يفيد الأسى أدمنتُ معصيتي.. لا الصفح يجدي.. ولا الغفران أبغيه..
إني أرى العمر في عينيكِ مغفرة.. قد ضل قلبي فقولي.. كيف أهديه

وتحترق الشموع..! .....فاروق جويدة

أترى ستجمعنا الليالى كى نعود .. ونفترق ؟

اترى تضى لنا الشموع ومن ضياها .. نحترق ؟

اخشى على الامل الصغير بان يموت ..ويختنق ؟

اليوم سرنا ننسج الاحلام

وغد سيتركنا الزمان حطام

واعود بعدك للطريق لعلنى اجد العزاء

واظل اجمع من خيوط الفجر

احلام المساء

وأعود اذكر كيف كنا نلتقى

والدرب يرقص كالصباح المشرق

والعمر يمضى فى هدوء الزئبق

شيء إليك يشدني

لم أدر ما هو.. منتهاه؟

يوماً أراه نهايتي

يوماً أرى فيه الحياه

آه من الجرح الذي

يوماً ستؤلمني.. يداه

آه من الأمل الذي

مازلت أحيا في صداه

وغداً .. سيبلغ منتهاه

**

الزهر يذبل في العيون

والعمر يا دنياي تأكله.. السنون

وغداً على نفس الطريق سنفترق

ودموعنا الحيرى تثور .. وتختنق

فشموعنا يوماً أضاءت دربنا

وغداً مع الأشواق فيها نحترق

عندما ننتظر القطار........فاروق جويدة

قالت: سأرجع ذات يوم

عندما يأتي الربيع..

و جلست أنظر نحوها

كالطفل يبكي غربة الأبوين

كالأمل الوديع

تتمزق الأيام في قلبي

و يصفعني الصقيع

كان الخريف يمد أطياف الظلال

و الشمس خلف الأفق تخنقها الروابي.. و الجبال

و نسائم الصيف العجوز

تدب حيرى.. في السماء

و أصابع الأيام تلدغنا

و يفزعنا الشتاء

و الناس خلف الباب تنتظر القطار..

و الساعة الحمقى تدق فتختفي

في الليل أطياف النهار

و اليأس فوق مقاعد الأحزان

يدعوني.. فأسرع بالفرار

* * *

الآن قد جاء الرحيل..

و أخذت أسأل كل شيء حولنا

و نظرت للصمت الحزين

لعلني.. أجد الجواب

أترى يعود الطير من بعد اغتراب؟

و تصافحت بين الدموع عيوننا

و مددت قلبي للسماء

لم يبق شيء غير دخان

يسير على الفضاء

و نظرت للدخان شيء من بقايا يعزيني

و قد عز اللقاء..

* * *

و رجعت وحدي في الطريق

اليأس فوق مقاعد الأحزان

يدعوني إلى اللحن الحزين

و ذهبت أنت و عشت وحدي.. كالسجين

هذي سنين العمر ضاعت

و انتهى حلم السنين

قد قلت:

سوف أعود يوما عندما يأتي الربيع

و أتي الربيع و بعده كم جاء للدنيا.. ربيع

و الليل يمضي.. و النهار

في كل يوم أبعث الآمال في قلبي

فأنتظر القطار..

الناس عادت.. و الربيع أتى

و ذاق القلب يأس الانتظار

أترى نسيت حبيبتي؟

أم أن تذكرة القطار تمزقت

و طويت فيها.. قصتي؟

يا ليتني قبل الرحيل تركت عندك ساعتي

فلقد ذهبت حبيبتي

و نسيت.. ميعاد القطار..!